من طرف لن تكون فكرة موضوعي هذا جديدة عليكم , وقد بُذل حبرٌ كثيرٌ على الموضوع نفسه , لكن لا ضير من الحديث مجددا والنقاش لابتكار ولو حلول قد نعتقد أنها لا تسمن ولا تغني عن جوع , لكننا هنا للنقاش حول الكرة الإسبانية , وعليه أرى من المناسب الحديث عن أهم مادة للنقاش في الكرة الإسبانية : الأزمة الاقتصادية وتغوّل كبيري إسبانيا والعالم ( الريال مدريد والبرشلونة )
لا يمكن لأحد عاقل أن ينكر حقيقة أن ريال مدريد هو نادي القرن الـعشرين ,مهما كابروا على انفسهم باختلاق الأكاذيب , لا فرانكو ولا الاستبداد , ريال مدريد هو فريق القرن العشرين , أما برشلونة , فهو أحد أعرق أندية العالم و متسيّد القرن الواحد والعشرين مهما عاد المدريدي إلى دفاتر التاريخ .. هذه المقدمة أذكرها لاستدرك أن الهدف ليس نقد الملكي ولا البرشلونة .. إنما الهدف الحديث عن الكرة الإسبانية التي لا أرى نقصا فيها إلا في التنظيم .
من الغريب فعلا أن تكون إسبانيا أرض كرة القدم في العصر الحديث تعاني الأمرين من النواحي التنظيمية , وسأمحور الموضوع حول نقطتين أساسيتين :
- إدارة الدوري الإسباني ( تنظيميا وتحكيميا وبالطبع مشكلة حقوق النقل التلفزيوني )
- الأزمة الاقتصادية للأندية الإسبانية
----------------------------------------------------------------------------------
من السُخف الحديث عن مؤامرة تحكيمية تستهدف ناديا معينا , ولو دخلت لكل صحف المنتدى , لرأيت الجميع يستظلم ناديه , يؤكد على وجود المؤامرة على فريقه , علما أن الجميع فعلا , تضرر حينا واستفاد في أحيان أخرى .. يرتبط دائما خسارة أحد كبيري إسبانيا للدوري مع الحديث عن المؤامرة الفيارتية ( على سبيل المثال ) , فيما تؤكد كل أندية الدوري الباقية , أنها وكلما لعبت أمام الكبيرين تتعرض لظلم مجحف .
في الحقيقة , لا مؤامرة في الأمر ولا تخطيط , إنما حكام الدوري الإسباني هم بالفعل من أسوأ الكوادر في أوربا إن لم يكن في عالم كرة القدم أجمعه .. الأمر مثير للاستهجان , فقد ارتبط وجود الحكام المميزين في دولة ما مع صعود نجم دوريها , إيطاليا مثلا في ربيعها الكروي أخرجت حكام رائعين , كانوا قادرين على الارتقاء لمستوى الدوري , وقد انهارت السيري A مع فقدان الحكام لنزاهتهم .. إنكلترا الرائعة كرويا على صعيد الدوري , لم تتوقف يوما عن إعطاء الدروس حول أفضل الطريق في إنتاج الحكام وإدارة المباريات , ومن المعلوم أن كل لاعبي البريمير ليغ عندما ينتقلون إلى الدوري الإسباني , يعانون مع حكام إسبانيا وديكتاتوريتهم المفرطة و سذاجتهم الحمقاء .. فكيف إذا للدوري الافضل في العالم على مدى عقد سابق من الزمان , ألا ينتج طاقم تحكيم يكون على مستوى الحدث .. أليس من الأجدى لصحافة إسبانيا الكروية ( وهي الأهم عالميا بالمجمل , وأقصد ككل متكامل , حيث لازالت بعض الصحف الرياضية المتفرقة هنا وهناك تحتل الأولوية , فرانس فوتبول على سبيل المثال ) , أليس من الأجدى بها أن تقوم بحملة ضغط كبيرة على الاتحاد الإسباني , لتأهيل كادر كبير من الحكام الشباب يستطيعون تحسين صورة التحكيم الإسباني , بدل نشر الشائعات والخلافات بين الأندية والتحريض ضد هذا أو ذاك وتلميع صورة فلان أو علتان ...
تاليا لا بد من الحديث عن تنظيم جدول الدوري الإسباني , إذ يشكوا المشاركون في البطولات القارية من سوء التنظيم ( بعيدا مرة أخرى عن الحديث بالمؤامرة , حيث لا يكل ولا يمل جمهور الأندية الإسبانية عن عَلكِ هذه القصة ) , ويمكنك عزيزي القارئ أن تشهد سوء تنظيم ساذج في جدول الدوري , ستشاهد أتليتكو مدريد مثلا يلعب الخميس مباراة في الدوري الأوربي , لينتقل يوم السبت للعب في الدوري الإسباني , ويكون في الآن عينه , ريال مدريد او برشلونة قد لعب في دوري الأبطال يوم الثلاثاء , بينما يلعب مباراة الدوري يوم الأحد .. والأمر نفسه بالنسبة لفالنسيا , ملقا , برشلونة والملكي ...هو الأمر ليس مقصودا , وإنما سوء تنظيم واضح ... وعلى الرغم من إشارة بعض المدربين لذلك في بعض المؤتمرات الصحفية , فلا أذن صاغية ولا قلم يبذل حبرا في إسبانيا للحديث عن ذلك .
ثم في الحديث عن حقوق النقل التلفزيوني , أعلم ان الكثير في المنتدى من الزملاء سبق وكتب ( مشكورا ) عن هذا الموضوع , لكني وددت التطرق له للوصول إلى المحور التالي موضوعي المتواضع :
لا شك أن الملكي بنجومه والبلوغرانا بألماسه يشدّون انتباه العالم أجمع في العقد الأخير , ولا شك أيضا أن أغلب مشاهدي الدوري الإسباني يعتبرون حضور المباريات الأخرى ترف لا حاجة له , لكن إسبانيا المشهورة دوليا بإعلامها , قادرة على تغيير الصورة .. ستصطدم عزيزي القارئ ( وأجزم أن هذا حصل معك سبقا ) ستصطدم بنقاشات هي أشبه بالجدل البيزنطي مع جمهور الدوري الإنكليزي , سيؤكدون لك أن كل مباريات الدوري الإنكليزي ممتعة , فيما الملكي والبرشلونة هما نتاج إسبانيا كرويا فقط , طبعا هذا الكلام مردود عليه بالتاريخ و الأرقام والأحداث , فإن عدنا بالتاريخ القريب إلى الألفية الجديدة وحتى اللحظة , سنشاهد أندية إسبانيا تتسيد بطولات أوربا , ليس لب الموضوع من يحصل على لقب , بل حاول أن تعود إلى سجلات المربع الذهبي على مستوى دوري أبطال أوربا والدوري الأوربي , دوري أبطال أوربا هو ساحة خلفية لتصفية الحسابات بين الملكي والبرشلونة المتواجدين بصورة شبه دائمة في نصف نهائي التشامبيونز ليغ .. أما اليورو ليغ فصار أقرب لكأس ملك إسبانيا .
إذا المشكلة ليست في مستوى الفرق الأخرى , كما أن المشكلة ليست في متابعة المشاهدين للملكي والبرشلونة فقط , وإنما المشكلة في طريقة إدارة الدوري إعلاميا , مباريات كثيرة مليئة بمتعة كرة القدم وفنها تحصل أسبوعيا في إسبانيا دون أن يلتفت إليه الإعلام ( وبالطبع لن أتحدث عن الإعلام الرياضي العربي فهو قد يكون الأكثر انحطاطا في الاهتمام بالقيمة الفنية لكرة القدم ) , من لم يشاهد مباراة فالنسيا وأتليتكو بلباو هذا العام فاته الكثير , ومن لم يتابع مباريات الأتليتكو مدريد ومباريات ملقا لم يحضر كرة قدم هذا العام ...
لا يمكن أن يطالب أحد قنوات النقل التلفزيونية الباحثة عن الأموال والربح الوفير بأن تعرض وتدفع الأموال لأندية أغلب لاعبيها لا يعرف اسمهم المعلق ( المعلق لا يعرف اسمهم الآن لكن في حال انتقال أحد منهم للملكي أو البرشلونة فإنه سيصبح أسطورة وسيتجاوز عباقرة كرة القدم ) , هنا على الاتحاد الإسباني التحرك , هنا عليه أن يوجه آلة إعلامية تظهر الجواهر المدفونة في الدوري الإسباني , ليكون للجميع فرصة الظهور وإثبات الذات ..
ما سبق ( إضافة للأحوال الاقتصادية لبلاد أوربا كاملة ) , سبب انهيار اقتصاد الكثير من الأندية الإسبانية , والمتضرر فعليا من كل ذلك , هو الكرة الإسبانية بذاتها , الملكي والبرشلونة متضررين أيضا بغياب المنافسين الحقيقيين , وبغياب كرة القدم عن أغلب مبارياتهم , فلا الملكي ولا البرشلونة يفضل اللعب 36 مباراة أمام فرق تلعب بخطة : 9-0-1 ..
فلنحاول أن نتخيل بعض الأندية لولا الأزمة الاقتصادية , تخيل عزيزي القارئ نادي الفالنسيا دون حاجته لبيع نجومه : دافيد فيا - دافيد سيفا - ماتا - خوردي ألبا - خواكين - إيسكو وغيرهم ..
تخيل الديبورتيفو لاكورونيا الذي حقق دوري بميزانية لا تكفي راتبا لميسي ( المتواضع كما يشيّعون عنه ) او لرونالدو ( المظلوم ماديا كما يشيّع عنه في الجهة المقابلة ) , تخيّل فياريال الذي كان أشبه بالبعبع للملكي وللبرشلونة وهو الذي وصل لنصف نهائي دوري الأبطال .. تخيل إشبيلية قادرا على الحفاظ على راموس وداني ألفيش وكيتا وغيرهم ..
لو كانت هذه الأندية مستقرة اقصاديا , وقادرة على الحفاظ على لاعبيها , لـ كنا الآن نشاهد أجمل كرة قدم في التاريخ , فقط في الدوري الإسباني , كان من المتوقع في تلك الحالة أن نشاهد 5 او 6 فرق تنافس على الدوري , لم يكن حينها كرستيانو رونالو قادرا على تسجيل 40 هدف في الموسم الماضي , ولا ميسي هذا الموسم .. من المضحك أن يسجل كرستيانو وميسي هذا الكم من الأهداف في موسم واحد , فيما لم يستطع رونالدو البرازيلي الذي يفوقهما عظمة وقيمة أن يسجل هذا الكم .. برأيي هذا دليل كاف على انحطاط مستوى الدوري نسبيا
( أعلم أن البعض سيركز على هذه النقطة ليقارن رونالدو البرازيلي هداف كأس العالم بثنائي البرشلونة والملكي كرستيانو وميسي , لكن انا فقط أعطي رأيي الشخصي على سبيل المثال فلا حاجة للدخول في المهاترات حول من هو الأفضل ) ..
الدوري الإسباني يعيش تدهورا كبيرا في السنوات الأخيرة , والملكي مع البرشلونة على عظمتهما الكروية , أصبح هدفهما الدائم تحطيم الأرقام القياسية على حساب الأندية الفقيرة , لا بد من تحرك لإنقاذ الدوري الإسباني , وإلا , فإنه سيتحول لدوري شبيه بقرينه الفرنسي حين سيطر ليون على الدوري لسنوات حاسما كل بطولة قبل النهاية بأمتار كثيرة , أو لما يشيه الدوري الاسكتلندي , الذي يعرف دائما بأنه بطولة سيلتيك - غلاسكو ..
على إسبانيا أن تعرف , بإنه في حال استمرت على هذا المنوال فإنها ستعود لسنوات الظلام الكروي على صعيد المنتخبات , فمنتخب اللاروخا الذي أبهر العالم هو عبارة عن نتاج الريال والبرشلونة , في الوقت الذي يبدو كلا الناديين مهتم بجلب النجوم بالأموال الطائلة من كل مكان حول العالم , وعليه , على المنتنخب الإسباني أن يعتمد على دوري قوي , لا على ناديين .
في الملخص , لست أكتب هنا رسالة إلى الاتحاد الإسباني , فهو لن يسمع بمقالي , لكني أكتب ما أشاهده , رغبة مني بمشاركته معكم , منتظرا ردودكم التي أتمنى راجيا إياكم أن تبتعد عن ثنائيات ( ميسي - رونالدو ) ( الملكي - البرشلونة ) ( الألقاب تاريخيا - الألقاب على شاشة الجزيرة ) ..
ودمتم بخير
لا يمكن لأحد عاقل أن ينكر حقيقة أن ريال مدريد هو نادي القرن الـعشرين ,مهما كابروا على انفسهم باختلاق الأكاذيب , لا فرانكو ولا الاستبداد , ريال مدريد هو فريق القرن العشرين , أما برشلونة , فهو أحد أعرق أندية العالم و متسيّد القرن الواحد والعشرين مهما عاد المدريدي إلى دفاتر التاريخ .. هذه المقدمة أذكرها لاستدرك أن الهدف ليس نقد الملكي ولا البرشلونة .. إنما الهدف الحديث عن الكرة الإسبانية التي لا أرى نقصا فيها إلا في التنظيم .
من الغريب فعلا أن تكون إسبانيا أرض كرة القدم في العصر الحديث تعاني الأمرين من النواحي التنظيمية , وسأمحور الموضوع حول نقطتين أساسيتين :
- إدارة الدوري الإسباني ( تنظيميا وتحكيميا وبالطبع مشكلة حقوق النقل التلفزيوني )
- الأزمة الاقتصادية للأندية الإسبانية
----------------------------------------------------------------------------------
من السُخف الحديث عن مؤامرة تحكيمية تستهدف ناديا معينا , ولو دخلت لكل صحف المنتدى , لرأيت الجميع يستظلم ناديه , يؤكد على وجود المؤامرة على فريقه , علما أن الجميع فعلا , تضرر حينا واستفاد في أحيان أخرى .. يرتبط دائما خسارة أحد كبيري إسبانيا للدوري مع الحديث عن المؤامرة الفيارتية ( على سبيل المثال ) , فيما تؤكد كل أندية الدوري الباقية , أنها وكلما لعبت أمام الكبيرين تتعرض لظلم مجحف .
في الحقيقة , لا مؤامرة في الأمر ولا تخطيط , إنما حكام الدوري الإسباني هم بالفعل من أسوأ الكوادر في أوربا إن لم يكن في عالم كرة القدم أجمعه .. الأمر مثير للاستهجان , فقد ارتبط وجود الحكام المميزين في دولة ما مع صعود نجم دوريها , إيطاليا مثلا في ربيعها الكروي أخرجت حكام رائعين , كانوا قادرين على الارتقاء لمستوى الدوري , وقد انهارت السيري A مع فقدان الحكام لنزاهتهم .. إنكلترا الرائعة كرويا على صعيد الدوري , لم تتوقف يوما عن إعطاء الدروس حول أفضل الطريق في إنتاج الحكام وإدارة المباريات , ومن المعلوم أن كل لاعبي البريمير ليغ عندما ينتقلون إلى الدوري الإسباني , يعانون مع حكام إسبانيا وديكتاتوريتهم المفرطة و سذاجتهم الحمقاء .. فكيف إذا للدوري الافضل في العالم على مدى عقد سابق من الزمان , ألا ينتج طاقم تحكيم يكون على مستوى الحدث .. أليس من الأجدى لصحافة إسبانيا الكروية ( وهي الأهم عالميا بالمجمل , وأقصد ككل متكامل , حيث لازالت بعض الصحف الرياضية المتفرقة هنا وهناك تحتل الأولوية , فرانس فوتبول على سبيل المثال ) , أليس من الأجدى بها أن تقوم بحملة ضغط كبيرة على الاتحاد الإسباني , لتأهيل كادر كبير من الحكام الشباب يستطيعون تحسين صورة التحكيم الإسباني , بدل نشر الشائعات والخلافات بين الأندية والتحريض ضد هذا أو ذاك وتلميع صورة فلان أو علتان ...
تاليا لا بد من الحديث عن تنظيم جدول الدوري الإسباني , إذ يشكوا المشاركون في البطولات القارية من سوء التنظيم ( بعيدا مرة أخرى عن الحديث بالمؤامرة , حيث لا يكل ولا يمل جمهور الأندية الإسبانية عن عَلكِ هذه القصة ) , ويمكنك عزيزي القارئ أن تشهد سوء تنظيم ساذج في جدول الدوري , ستشاهد أتليتكو مدريد مثلا يلعب الخميس مباراة في الدوري الأوربي , لينتقل يوم السبت للعب في الدوري الإسباني , ويكون في الآن عينه , ريال مدريد او برشلونة قد لعب في دوري الأبطال يوم الثلاثاء , بينما يلعب مباراة الدوري يوم الأحد .. والأمر نفسه بالنسبة لفالنسيا , ملقا , برشلونة والملكي ...هو الأمر ليس مقصودا , وإنما سوء تنظيم واضح ... وعلى الرغم من إشارة بعض المدربين لذلك في بعض المؤتمرات الصحفية , فلا أذن صاغية ولا قلم يبذل حبرا في إسبانيا للحديث عن ذلك .
ثم في الحديث عن حقوق النقل التلفزيوني , أعلم ان الكثير في المنتدى من الزملاء سبق وكتب ( مشكورا ) عن هذا الموضوع , لكني وددت التطرق له للوصول إلى المحور التالي موضوعي المتواضع :
لا شك أن الملكي بنجومه والبلوغرانا بألماسه يشدّون انتباه العالم أجمع في العقد الأخير , ولا شك أيضا أن أغلب مشاهدي الدوري الإسباني يعتبرون حضور المباريات الأخرى ترف لا حاجة له , لكن إسبانيا المشهورة دوليا بإعلامها , قادرة على تغيير الصورة .. ستصطدم عزيزي القارئ ( وأجزم أن هذا حصل معك سبقا ) ستصطدم بنقاشات هي أشبه بالجدل البيزنطي مع جمهور الدوري الإنكليزي , سيؤكدون لك أن كل مباريات الدوري الإنكليزي ممتعة , فيما الملكي والبرشلونة هما نتاج إسبانيا كرويا فقط , طبعا هذا الكلام مردود عليه بالتاريخ و الأرقام والأحداث , فإن عدنا بالتاريخ القريب إلى الألفية الجديدة وحتى اللحظة , سنشاهد أندية إسبانيا تتسيد بطولات أوربا , ليس لب الموضوع من يحصل على لقب , بل حاول أن تعود إلى سجلات المربع الذهبي على مستوى دوري أبطال أوربا والدوري الأوربي , دوري أبطال أوربا هو ساحة خلفية لتصفية الحسابات بين الملكي والبرشلونة المتواجدين بصورة شبه دائمة في نصف نهائي التشامبيونز ليغ .. أما اليورو ليغ فصار أقرب لكأس ملك إسبانيا .
إذا المشكلة ليست في مستوى الفرق الأخرى , كما أن المشكلة ليست في متابعة المشاهدين للملكي والبرشلونة فقط , وإنما المشكلة في طريقة إدارة الدوري إعلاميا , مباريات كثيرة مليئة بمتعة كرة القدم وفنها تحصل أسبوعيا في إسبانيا دون أن يلتفت إليه الإعلام ( وبالطبع لن أتحدث عن الإعلام الرياضي العربي فهو قد يكون الأكثر انحطاطا في الاهتمام بالقيمة الفنية لكرة القدم ) , من لم يشاهد مباراة فالنسيا وأتليتكو بلباو هذا العام فاته الكثير , ومن لم يتابع مباريات الأتليتكو مدريد ومباريات ملقا لم يحضر كرة قدم هذا العام ...
لا يمكن أن يطالب أحد قنوات النقل التلفزيونية الباحثة عن الأموال والربح الوفير بأن تعرض وتدفع الأموال لأندية أغلب لاعبيها لا يعرف اسمهم المعلق ( المعلق لا يعرف اسمهم الآن لكن في حال انتقال أحد منهم للملكي أو البرشلونة فإنه سيصبح أسطورة وسيتجاوز عباقرة كرة القدم ) , هنا على الاتحاد الإسباني التحرك , هنا عليه أن يوجه آلة إعلامية تظهر الجواهر المدفونة في الدوري الإسباني , ليكون للجميع فرصة الظهور وإثبات الذات ..
ما سبق ( إضافة للأحوال الاقتصادية لبلاد أوربا كاملة ) , سبب انهيار اقتصاد الكثير من الأندية الإسبانية , والمتضرر فعليا من كل ذلك , هو الكرة الإسبانية بذاتها , الملكي والبرشلونة متضررين أيضا بغياب المنافسين الحقيقيين , وبغياب كرة القدم عن أغلب مبارياتهم , فلا الملكي ولا البرشلونة يفضل اللعب 36 مباراة أمام فرق تلعب بخطة : 9-0-1 ..
فلنحاول أن نتخيل بعض الأندية لولا الأزمة الاقتصادية , تخيل عزيزي القارئ نادي الفالنسيا دون حاجته لبيع نجومه : دافيد فيا - دافيد سيفا - ماتا - خوردي ألبا - خواكين - إيسكو وغيرهم ..
تخيل الديبورتيفو لاكورونيا الذي حقق دوري بميزانية لا تكفي راتبا لميسي ( المتواضع كما يشيّعون عنه ) او لرونالدو ( المظلوم ماديا كما يشيّع عنه في الجهة المقابلة ) , تخيّل فياريال الذي كان أشبه بالبعبع للملكي وللبرشلونة وهو الذي وصل لنصف نهائي دوري الأبطال .. تخيل إشبيلية قادرا على الحفاظ على راموس وداني ألفيش وكيتا وغيرهم ..
لو كانت هذه الأندية مستقرة اقصاديا , وقادرة على الحفاظ على لاعبيها , لـ كنا الآن نشاهد أجمل كرة قدم في التاريخ , فقط في الدوري الإسباني , كان من المتوقع في تلك الحالة أن نشاهد 5 او 6 فرق تنافس على الدوري , لم يكن حينها كرستيانو رونالو قادرا على تسجيل 40 هدف في الموسم الماضي , ولا ميسي هذا الموسم .. من المضحك أن يسجل كرستيانو وميسي هذا الكم من الأهداف في موسم واحد , فيما لم يستطع رونالدو البرازيلي الذي يفوقهما عظمة وقيمة أن يسجل هذا الكم .. برأيي هذا دليل كاف على انحطاط مستوى الدوري نسبيا
( أعلم أن البعض سيركز على هذه النقطة ليقارن رونالدو البرازيلي هداف كأس العالم بثنائي البرشلونة والملكي كرستيانو وميسي , لكن انا فقط أعطي رأيي الشخصي على سبيل المثال فلا حاجة للدخول في المهاترات حول من هو الأفضل ) ..
الدوري الإسباني يعيش تدهورا كبيرا في السنوات الأخيرة , والملكي مع البرشلونة على عظمتهما الكروية , أصبح هدفهما الدائم تحطيم الأرقام القياسية على حساب الأندية الفقيرة , لا بد من تحرك لإنقاذ الدوري الإسباني , وإلا , فإنه سيتحول لدوري شبيه بقرينه الفرنسي حين سيطر ليون على الدوري لسنوات حاسما كل بطولة قبل النهاية بأمتار كثيرة , أو لما يشيه الدوري الاسكتلندي , الذي يعرف دائما بأنه بطولة سيلتيك - غلاسكو ..
على إسبانيا أن تعرف , بإنه في حال استمرت على هذا المنوال فإنها ستعود لسنوات الظلام الكروي على صعيد المنتخبات , فمنتخب اللاروخا الذي أبهر العالم هو عبارة عن نتاج الريال والبرشلونة , في الوقت الذي يبدو كلا الناديين مهتم بجلب النجوم بالأموال الطائلة من كل مكان حول العالم , وعليه , على المنتنخب الإسباني أن يعتمد على دوري قوي , لا على ناديين .
في الملخص , لست أكتب هنا رسالة إلى الاتحاد الإسباني , فهو لن يسمع بمقالي , لكني أكتب ما أشاهده , رغبة مني بمشاركته معكم , منتظرا ردودكم التي أتمنى راجيا إياكم أن تبتعد عن ثنائيات ( ميسي - رونالدو ) ( الملكي - البرشلونة ) ( الألقاب تاريخيا - الألقاب على شاشة الجزيرة ) ..
ودمتم بخير
